صحة

مأساة شاب من مسكيانة

الادمان على ليريكا او مايطلق عليها بالصاروخ …..كم أحن الى حياتي القديمة في مسكيانة أعيشها طبيعيا ككل الناس أحيانا أفرح و أسعد ،أحيانا أحزن و قد أبكي، أحيانا أغضب أحيانا أتعارك ،أحيانا أتسامح ، يغذيني الأمل في حياة أفضل …..

ككل الشباب في مسكيانة و في الجزائر و في دول العالم الثالث ، كنت اسعى دائما لإيجاد حل لمستقبلي في وسط هذه الغابة التي تسودها البيروقراطية و عدم توفر فرص العمل و صعوبة المعيشة و عدم توفر أماكن للتنفيس ، حتى المسجد الذي أفر اليه في الأوقات الخمسة تم تسييسه و لم تكد تخلو حلقاته و دروسه من الFLN وال RND جمال و روعة الانتخابات و الوعود الكاذبة…

برنامجي ككل شاب في ريعان الشباب دون عمل و دون هواية النهوض صباحا أو قل نصف النهار و الذهاب الى المقهى و تناول قهوة مع بعض السجائر ثم لاشيء سوى القصايص و الابحار في الفايسبوك والتيكتوك و مواقع التواصل الاجتماعي.

بعد عروض من أصحابي أو قل مرتادي المقهى جربي مرة حبة ساروخ و أنا متأكد أنني لن أضعها مرة اخرى في فمي و أنا متأكد أنها لن يكون لها أي تأثير علي ، لكنني كنت مخطئا فقد أعجبتني كثيرا و أحسست ذاك المساء الملعون انني منبسط و ليس لدي أي مشكل و tout va bien.

غدا مباشرة بعد تناولي قهوتي كالعادة بحثت مباشرة عن حبة اخرى

فجأة أصبحت رهينة في يد الصاروخ لقد دمر حياتي و قتلني نفسيا لقد أصبحت تعيسا مكتئبا فقدت متعة الحياة كلها فلا متعة للحياة في أي شيء لم أعد استيقظ كثيرا في النهار و لم أعد اتنفس نسيم الصباح فيومياتي أصبحت كلها متشابهة استيقظ منتصف النهار لاتناول فطوري و انا متعب جدا و آلام في كل مفاصلي و قلبي يخفق ببطء أذهب الى المقهى لتناول الفطور رغم أنه وقت غداء و كالعادة أشرب قهوتي و حبة الصاروخ التي لاتفارق قرعة الكوكا و لاتفارقني ثم أعود الى المنزل منهك و متعب لالتقي مساء مع رفقاء السوء و كاننا نواسي بعضنا كل ليلة في سجن الصاروخ الذي جعل أيامنا و حياتنا متشابهة في التعاسة و الحزن و الاكتئاب الذي تخفيه الآثار الجانبية لهذا السم الذي نتناوله أصبحت قلوبنا ميتة لاننا لانبالي للاحداث و الافراح و المآسي التي نعيشها في الواقع فحياتنا أصبحنا نعيشها في مخيلاتنا فاصبحت حياتنا وهمية ………………….يتبع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى