عمي كريكو هو رمز رمضان مسكيانة زمان
كان عمي الربيعي رحمه الله يصعد الى أعلى المنارة بمسجد بلال بن رباح
لإشعال الفانوس إيذانا بالإفطار
و إذا عدنا إلى الوراء أكثر عمي كريكو رحمة الله عليه
كان يستعمل مدفع صغير قرب المستشفى حاليا و يدفعه ليعطي صوتا يغطي كل مسكيانة و ضواحيها
فتفطر العائلات المسكانية
أما سكان البادية فكان مكلف بإشعال النار ليتمكن أهلنا من البدو من الإفطار
كم كانت نكهة رمضان في مسكيانة؟؟؟؟
رغم بساطة الامكانيات كانت الحرائر تخبزن الكسرة
في ظل وجود ثلاث مخابز هي مخبزة سموك و مخبزة بن قربة و مخبزة سي عباس
و كانت هذه المخابز تعاني الشلل في الشهر الفضيل
لأنه كان من المستحيل تناول الخبز المصنوع في المخبزة في رمضان
رائحة الشربة المدللة بالفريك تفوح
من حي لاشالام الى حي الزيتون الى حي بن بولعيد الى لاندولين و عبر كامل أحياء مسكيانة
رائحة تعطيك احساسا فعلا أنك في شهر البركة و الخير
في وسط الفيلاج رائحة الزلابي و المخارق
عمي عبد الله رحمة الله عليه و عمي بورحلة و معه عمي قادة مياصي( ابنه بوستة) و الحاج العربي ،كانت الزلابي آنذاك تغمس في العسل الحر و كان تمنها أربعة دورو و كانت بحق ملكة الحلويات آنذاك.
الدجاج آنذاك لم يكن دجاج التريسيتي و لم يكن ب460 دج ،كان فقط الخروف و المعزي و الأرانب و الدجاج العربي
اللبن لم يكن يباع و كان من العيب أن يباع و كان يعطى عند رباعة البطشي صحبي رحمة الله عليه
كان رباعة الحسناوي و لعبيدي سطوقلو و عمي مازوز يأتون بالخيرات خضروات و فواكة رائحتها تضرب بحدة و بحق و بأثمان رخيصة جدا يستطيع الكل شرائها أو ما يعرف بالرخى
أما الكرشة (أحشاء الخروف) فتباع كاملة بكبدتها وكل ما يتبع بثمن أربعة دورو أيضا
عمي الربيعي كورنيش (ميهوبي) كان فعالا في بيع لحم الخروف من دون أن ننسى عمي مبروك عرامي بشفرته و ميزانه الوفي .
بعد الأفطار هو عالم آخر ،الصغار يلعبون جماعات جماعات للهو و لعب ألعاب بسيطة لكنها حلوة مثل الغميضة و الطارة و سيس كايو ،النساء و البنات يتبادلن الغرايف و الجبن المصنوع منزليا و يتسامرن في منازلهن بالبوقالات و المحاجيات و القصص و لا يعرفن حي بركاني حمزة.أما الرجال منهم من يذهب الى مسجد بلال(الوحيد آنذاك) لآداء التراويح بإمامة الشيخ الربيعي مزياني و الشيخ عباس (سي عباس) رحمة الله عليهم جميعا ،آخرون يسهرون في قهوة عمي حسان الفوقانية (طريق عين البيضاء) و التحتانية (في الزيتون) و قهوة عمي مصطفى مزهودي و قهوة عمي بوعة خلفاوي، و ايضا آخرون يلعبون اللطو مع عمي كابيش و حوسين البري و نموس الربيعي و مصباح هبرية ،موتشو و السوفي و القائمة طويلة.
أما السحور فيتعتمد العائلات المسكانية على ما تبقى من الفطور اضافة الى الكسكسي بالحليب و الزبيب و رشفات من القهوة .
ما أحلاك يا رمضان بمسكيانة و ما أحلى نسائمك كان الكل يتمنى عدم انتهاء الشهر لما فيه من خير و بركة و السعد المبارك.
عمي كريكو…رمضان مسكيانة …هيهات بين رمضان الأمس و اليوم